جميعنا نعرف جيّدًا هذه الرسوم الكرتونيّة الصفراء التي تصوّر تعابير مختلفة نسميها إيموجيز (الصور الرمزيّة). أصبحت هذه الرسوم الصوريّة للوجوه والأشياء علامات ترقيم جديدة للغتنا المعاصرة في التواصل الاجتماعيّ على مدار العشرين سنة الماضية. يأتي مصطلح إيموجي (Emoji) من اللغة اليابانيّة، حيث دُمِجَت كلمة E، بمعنى صورة، مع كلمة Moji والتي تعني رمزًا أو حرفًا، وغالبًا ما يُنسب الفضل في اختراع الإيموجيز إلى شيجتاكا كوريتا عام 1999، من خلال شركة مجموعة سوفت بنك. كانت إيموجيز كوريتا المخصّصة لقاعدة مستخدمين يابانيّين بسيطة جدًّا (12 بكسل في 12 بكسل)، وكانت مستوحاة من فنّ المانغا وحروف كانجي. قامت شركة آبل بإنشاء لوحة مفاتيح خاصّة بالإيموجيز مع أوّل آيفون تمّ طرحه في الأسواق عام 2007، من أجل جذب العملاء اليابانيّين. لقد أصبحت الأيموجيز الآن متاحةً على كافّة تطبيقات المراسلة تقريبًا بفضل الترميز الموحّد (يونيكود)؛ وهو معيار لتكنولوجيا المعلومات يُمَكِّن الحواسيب من الترميز والتمثيل والتعامل مع النصّ المعبّر عنه في معظم أنظمة الكتابة في العالم… ومع ذلك، يمكن تعريف الإيموجي (الصور الرمزية) على أنه التعبير البصريّ الأكثر نضجًا وتطوّرًا للرمز التعبيريّ (Emoticon)، والذي يعتبر إعادة تمثيل بسيطة من خلال لوحة المفاتيح لرمز سمايلي (الوجه الضاحك) الأسطوري ☺ :). حيث تمّ تقديم سمايلي كطريقة معاصرة لاستبدال لغة الجسد التعبيريّة المتّبعة عند الالتقاء مع الآخرين وجهًا لوجه في رسم كرتونيّ بسيط. ويقول المؤرّخون في العموم، إنّ أوّل ظهور لسمايلي كان في شركات الاتّصالات عام 1963. حيث احتاجت شركة "ستايت ميوتشوال" في الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى حملة علاقات عامّة لرفع معنويّات الموظّفين، بعد فقدان الكثير من الوظائف، فقاموا بالتوجّه للمصمّم هارفي بول ليقوم بتصميم رسمٍ لوجهٍ مبتسم؛ وهكذا، ظهر أوّل سمايلي أو وجه ضاحك بالصورة التي نعرفها. لقد طُبِع الرمز بشكل كبير على الأزرار والدبابيس التي استخدمها الموظّفون في الشركة.
عام 1971 نشر الصحفي الفرنسيّ فرانكلين لوفراني في الصحافة الفرنسيّة نسخة جديدة من سمايلي؛ كانت تلك طريقته في دعوة الناس إلى الابتسام في وقت الأزمة. لقد وضع لوفراني الصيغة الجديدة من سمايلي في الصفحة الأولى من صحيفة "فرانس سوار" قبل إعطائها حقوق التأليف والنشر، وانتشار سلسلة من التطوّرات التجاريّة التي لا حصر لها. منذ حوالي عشرين عامًا، بدأ استخدام ابتسامات سمايلي في أنظمة