يبتدئ فن زهرة الغامدي بالتربة، الحجر، والعمارة من مسقط رأسها، الباحة، حيث تبدو المباني وكأنها نمت من داخل الجبال. بالنسبة لها، تلك المواد الطبيعية ليست محايدة، فهي تحمل الذكريات، التاريخ، والمشاعر. في أيديها، الطين، الحجر، والمواد العضوية، كلهم يصبحون رواة لقصص تربط بين الحاضر والماضي.

مؤخرًا، اتجهت الغامدي إلى جسد الإنسان، حيث صنعت منحوتات ورسومات شكّلها الفقد، الصمود، والأمل. تلك الأعمال ليست تصويريّة فقط، بل هي مشاهد شعوريّة تجسّد العزلة، الفقد، والجَلَد، بطريقةٍ تدعو المتلقي إلى إدراك هذه المشاعر والتعاطف معها.

ترفض منحوتاتها وأعمالها التركيبية أن تختزل في معنىً واحد. في المقابل، تخلق مساحات حرّة تمكّن المتلقّي من استحضار ذكرياته ومشاعره. بين التجذّر في التراث السعودي، والاتصال بتجربة الإنسان في أنحاء العالم، تكشف ممارسة الغامدي لنا كيف للمواد ذاتها أن تحمل الذكرى، وكيف للفن أن يحوّل تلك الذكريات إلى تأمّلات مشتركة.