يأتي هذا المعرض تتويجًا لأسابيع من التأمل والعمل قام بها ستة من فنّيّي النقل والتركيب في أثر جاليري، إذ اختار كلٌّ منهم مجموعة من الأعمال الفنيّة التي تحمل لهم قيمة خاصة، أو تربطهم بها أو بفّنانيها علاقة شخصيّة. ندعو زوّار المعرض إلى الغوص في عوالم هؤلاء الفنّيين واستكشاف ما استوقفهم وأثار اهتمامهم. عادةً ما يتصدّر الفنّان المشهد، غير أن الدور المحوري الذي يقوم به فنّيو التركيب يبقى خفيًّا. فهؤلاء الأفراد المهرة يحوّلون جدران المعرض الفارغة إلى فضاءات ذات معنى، يحملون الأعمال ويثبّتونها ويحافظون عليها خلال مسيرتهم. يجمع عملهم بين الخبرة التقنية والحسّ التنسيقي، إذ يوازنون بين المتطلبات اللوجستية وصون الأعمال، ليقدّموها في أبهى وآمن صورة ممكنة.مع تزايد الوعي بالأنظمة التي تقوم عليها عملية الإنتاج الثقافي، يسلّط هذا المعرض الضوء على هؤلاء العاملين الذين يشكّلون البنية التحتيّة الخفيّة لعالم الفنون؛ فلولا جهودهم ما افتُتحت المعارض، ولا حرّكت الأعمال، ولا رأت مجموعات فنيّة بأكملها النور